تدمير يولد صدمة: المشهد في نور شمس
تخيل أن تستيقظ يوماً لتجد أن المنزل الذي بنيته بالحلم والجهد لم يعد سوى كومة من الركام. هذا ليس سيناريو فيلم، بل هو الواقع الذي فرضه الجيش الإسرائيلي على سكان مخيم نور شمس شرقي طولكرم فجر الأربعاء. القوات بدأت عمليات هدم طالت منازل فلسطينية، في تصعيد هزّ أركان المخيم وأثار قلقاً واسعاً حول مصير المدنيين.
سياسة النزوح القسري تتجسد
لم تكن هذه العملية مجرد عملية عسكرية عابرة، بل هي استكمال لنمط سلوكي أشار إليه محافظ طولكرم، عبدالله كميل، بوضوح. يصف كميل ما يحدث بأنه جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي قسري. عندما تُهدم المنازل، فإن الهدف لا يتوقف عند الجدران، بل يمتد ليشمل استهداف الحياة اليومية، وشل حركة السكان، وخلق بيئة لا يمكن العيش فيها.
الناظر إلى المشهد يدرك أن وراء كل جدار مهدم قصة عائلة، وذكريات أجيال. القرارات التي تُتخذ في غرف مغلقة تترجم إلى دمار ملموس في قلب الضفة الغربية. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: ما هي الرسالة التي تريد إسرائيل إيصالها عبر هذا التصعيد الموجه ضد البنية التحتية المدنية؟
تداعيات تتجاوز الحجارة
عمليات الهدم هذه ليست مجرد أرقام في تقرير أمني؛ إنها تضع المدنيين الفلسطينيين تحت ضغط نفسي واجتماعي هائل. عندما يفقد الناس مأواهم، تتأثر شبكات الدعم الاجتماعي والاقتصادي بالكامل. نحن أمام حلقة مفرغة من التوتر المتصاعد، حيث يؤدي كل عمل هدم إلى تعميق الشعور باليأس وانعدام الأمان بين السكان المحليين.
في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات الدولية لحماية المدنيين، تأتي هذه الخطوات لترسم واقعاً قاسياً على الأرض. إنه اختبار حقيقي للقوانين الدولية ومدى فاعلية آليات الرقابة في وقف ما يبدو أنه تصعيد خطير ومستمر يستهدف قلب الحياة اليومية في المخيمات الفلسطينية.
