يتزايد القلق بشأن مدى موثوقية مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك، حيث أفشل استثماره الملياري في شركة الميتافيرس وأدى إلى طرد العديد من الموظفين لتقليل النفقات. وفقًا لتقرير حديث، فإن استطلاعًا للرأي بين موظفي "ميتا" (الشركة الأم لفيسبوك) أظهر أن 26% فقط من الموظفين يثقون في قيادة زوكربيرج، وهو انخفاض بنسبة خمس نقاط مئوية عن نتائج استطلاع سابق أجري في أكتوبر 2022. كما يأتي هذا الاستطلاع بعد شهرين من تسريح آلاف الموظفين. وبينما يشعر ربع الموظفين بالثقة في زوكربيرج، يشعر 74% بالقلق وعدم الثقة تحت قيادته.

وأظهر الاستطلاع الداخلي الذي أُجري حتى قبل التسريح النهائي للعمال في نهاية شهر مايو، أن 43% من الموظفين شعروا بالتقدير، وهو انخفاض بنسبة 15 نقطة مئوية. ويتجاوز عدد الموظفين الذين تم تسريحهم الآن 21000، مما ساهم بشكل كبير في تأثير سلبي على معنويات العاملين في "ميتا".

يمكن أن يعزى الانخفاض في ثقة القيادة إلى الإعادة الهيكلية الشاملة التي أجرتها "ميتا" على مدى الأشهر السبعة الماضية، والتي أطلقت الشركة الأم لفيسبوك مرحلتها الأولى في نوفمبر 2022، وأدت إلى تسريح 11000 موظف، أي ما يقرب من 13% من إجمالي القوى العاملة. 

بالإضافة إلى النتائج السلبية للاستطلاع الداخلي والتسريح الكبير للموظفين، يواجه مارك زوكربيرج وشركته "ميتا" العديد من التحديات الأخرى. فقد تعرضت الشركة للانتقادات الشديدة بسبب تعاملها مع بيانات المستخدمين والخصوصية، وهو ما أدى إلى فضيحة كامبريدج أناليتيكا في عام 2018. ويواجه زوكربيرج أيضًا انتقادات بشأن نهجه الحازم وسط الشكوك المتزايدة بشأن سيطرته الشديدة على الشركة.

علاوة على ذلك، تواجه "ميتا" تحديات منافسة قوية من شركات التكنولوجيا الأخرى مثل جوجل وأمازون وتويتر، والتي تتنافس معها في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز، وهو ما يجعلها بحاجة إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها ومنتجاتها للبقاء في المنافسة.

وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن "ميتا" لا تزال واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم، وتمتلك منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وواتساب التي تستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم. ومن المهم بالنسبة للشركة أن تعمل على استعادة ثقة موظفيها والمستخدمين في ظل تحدياتها المتزايدة والمنافسة الشديدة في قطاع التكنولوجيا.