لحظات الفزع: عندما يصبح الهروب هو العلاج الوحيد
تخيل أنك تبحث عن مأوى، عن مكان آمن لتتخلص من معركة الإدمان، لتجد نفسك في زنزانة بدلاً من غرفة علاج. هذا بالضبط ما كشفته لقطات هزت الرأي العام في مصر مؤخراً. لم تكن قصة إنقاذ بطولية، بل كانت فراراً جماعياً مرعباً من مصحة سرية.
انتشر مقطع فيديو كالنار في الهشيم، يوثق لحظات يائسة لعشرات النزلاء وهم يلوذون بالفرار من هذا المكان. لم يكونوا يهربون من قرارهم بالعلاج، بل كانوا يهربون مما يحدث داخل أسوار المصحة نفسها.
شهادات صامتة تحولت إلى صراخ مسموع
ماذا رأينا في تلك الدقائق القليلة من الفيديو؟ رأينا أناساً يبحثون عن بصيص أمل، لكنهم وجدوا الإهانة وسوء المعاملة. هذه الشهادات المروعة لم تعد مجرد همسات خلف الأبواب المغلقة، بل أصبحت دليلاً ملموساً على كارثة إنسانية كانت تتكشف بعيداً عن أعين الرقابة.
تحرك السلطات: إغلاق أم استجابة لغضب الشارع؟
بعد الضجة التي أحدثها المقطع، تحركت السلطات بسرعة البرق. الخبر الرسمي يقول: تم إغلاق المصحة وضبط المسؤولين عنها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه كألف جندي: لماذا انتظرنا الفيديو؟
- النزلاء كانوا يبحثون عن الشفاء، لا عن التعذيب.
- المصحة تحولت إلى سجن غير قانوني.
- التحقيقات الآن جارية لكشف كافة التفاصيل.
ماذا يعني هذا للمرضى الآخرين؟
هذا الحادث يفتح ملفاً شائكاً حول الرقابة على أماكن الرعاية النفسية والتأهيل في مصر. كل شخص يسعى للتغيير يستحق أن يُعامل بكرامة وإنسانية، لا بقسوة تفوق ألمه الأصلي. المصحات يجب أن تكون ملاذات آمنة، لا أماكن لانتهاك الحقوق.
