هل تذكرون تلك الأيام التي كانت فيها طهران وواشنطن تتراشقان بالبيانات عبر الأطلسي؟ حسناً، يبدو أن المشهد تغير قليلاً. تخيل أنك تجلس في مقهى مزدحم في شارع جانبي بطهران، وتسمع حديثاً لاذعاً لكنه هادئ، يوجه رسالة مباشرة إلى البيت الأبيض. هذا بالضبط ما حدث عندما نشر مقال رأي مؤثر في صحيفة 'الغارديان'، وكأنه يرفع الستار عن فصل جديد في مسرحية العلاقات الدولية المعقدة.
ماذا قال الإيرانيون بوضوح شديد؟
الرسالة لم تكن مجرد صراخ سياسي، بل كانت عرضاً واضحاً للحدود. نحن، الإيرانيون، لا نخشى الحديث، بل نخشى أن يكون الحديث بلا جدوى. النبرة كانت حاسمة: لا يوجد خوف من المفاوضات، طالما أن الهدف هو اتفاق 'عادل'. لكن ما هو هذا العدل الذي يطالبون به؟
في جوهر الرسالة، هناك ثلاثة أضلاع أساسية للمثلث الذي يريدون بناءه:
- الندية: الاستعداد للمفاوضات الجادة، بعيداً عن التهديد.
- التحقق الملموس: العقوبات يجب أن تُرفع بشكل واضح وقابل للقياس، لا مجرد وعود.
- نظرة للمستقبل: الإشارة إلى أن التحولات الإقليمية تفتح أبواباً لتطبيقات جديدة للتفاهمات القديمة.
رسالة لمن يظن أن الصمت هو الخضوع
العبارة المفتاحية التي هزت أروقة المراقبين كانت: "لن تهزمنا في إيران أبداً أيها الرئيس ترامب". هذا ليس مجرد تحدٍ، بل هو تأكيد على صمود هوية وطنية عريقة أمام ضغوط خارجية هائلة. إنها دعوة للاعتراف بأن القوة لا تُقاس فقط بالترسانات، بل بالإرادة الجماعية للشعب.
يبدو أن طهران مستعدة للعب الورق، لكنها تضع شروطاً واضحة على الطاولة قبل أن تبدأ اللعبة. هم يرفضون الاستسلام للابتزاز، ويدعون إلى طاولة مفاوضات حيث يكون الاحترام المتبادل هو العملة الأساسية. هل سيستمع العالم لهذه الدعوة الهادئة والقوية في آن واحد؟ هذا ما سننتظره في الأسابيع القادمة.
