ليلة القلوب المعلقة: كيف تغيرت خارطة التأهل الأفريقية؟
انتهى دور المجموعات لكأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب بجرعة مكثفة من الدراما، كما اعتدنا دائماً من كرة القدم الأفريقية. هل تتذكرون تلك اللحظات التي تقف فيها على حافة المقعد؟ هذا ما شهدناه في اليوم الأخير، حيث كانت الأضواء مسلطة على المجموعتين الخامسة والسادسة، بعد أن عرفنا بعض المتأهلين مسبقاً، لكن كرة القدم لا تعترف بالترتيب المسبق!
الخضر يطيرون بالعلامة الكاملة: إنجاز لا يُنسى
دعونا نبدأ بالخبر السار الذي سيجعل الملايين يرفعون قبعاتهم: الجزائر! المنتخب الجزائري لم يكتفِ بالتأهل، بل أكمل المشوار في دور المجموعات بالعلامة الكاملة. هذا ليس مجرد فوز، بل هو بيان نوايا صريح للعالم. ثلاثة انتصارات متتالية، أداء متناغم، وشكل هجومي يثير الإعجاب. لقد عبروا الدور الأول كأقوى المرشحين، بـ 9 نقاط تبرهن على أنهم كانوا في قمة تركيزهم.
ما الذي جعلهم بهذه القوة؟
- صلابة دفاعية حديدية.
- فعالية هجومية لا ترحم الفرص.
- روح قتالية جماعية واضحة.
السودان.. تعثر مؤلم في اللحظة الأخيرة
على الجانب الآخر من المشهد، نجد قصة مختلفة تماماً، قصة تشبه صعود الدرج ثم الانزلاق في الخطوة الأخيرة. السودان، الذي قاتل بشراسة ليحتفظ بفرصه، اصطدم بعقبة بوركينا فاسو. لم تكن المباراة سهلة، والتعثر في هذه المرحلة الحاسمة من دور المجموعات يترك طعماً مراً لدى الجماهير.
التعثر أمام منافس قوي مثل بوركينا فاسو يضعهم في موقف حرج، ويجعل التأهل مرهوناً بحسابات معقدة أو انتظار نتائج الفرق الأخرى. هذا هو وجه البطولة القاسي؛ لحظة مجد تليها خيبة أمل سريعة. كرة القدم لا تمنحك وقتاً للاحتفال الطويل، بل تطلب منك الاستعداد للمعركة التالية فوراً.
ماذا يعني هذا للجولة القادمة؟
مع ختام الدور الأول، تتضح ملامح الأدوار الإقصائية. الفرق التي تأهلت بثقة، مثل الجزائر، تدخل مرحلة خروج المغلوب بـأفضلية نفسية هائلة. إنها تضمن الاستمرارية والابتعاد عن ضغط المباريات الفاصلة. في المقابل، الفرق التي تعثرت مثل السودان، عليها الآن أن تعيد ترتيب أوراقها بسرعة قبل الدخول في دوامة الإقصاء المباشر.
لقد شهدنا تأكيداً للقوة، ودرسًا قاسياً في عدم التراخي. الآن، الكرة في الملعب لدور الستة عشر، حيث لا مجال للتعويض أو الأخطاء الصغيرة. هل سنشهد المزيد من المفاجآت؟ كل المؤشرات تقول: نعم، بالتأكيد!
