أظهرت دراسة حديثة أن البحر الأبيض المتوسط قد جف بالكامل منذ حوالي 5.5 مليون سنة، وظل بلا ماء لمدة وصلت إلى 190 ألف سنة. هذه الاكتشافات تعيد تشكيل فهمنا لتاريخ هذا البحر المهم وتأثيراته على الحياة البحرية.

أسباب الجفاف:

وفقًا للعلماء، يعود سبب جفاف البحر الأبيض المتوسط إلى قطع الصفائح التكتونية الاتصال مع المحيط الأطلسي في نهاية عصر الميوسين. هذا الانفصال أدى إلى تبخر مياه البحر بسرعة نتيجة المناخ الحار، مما ترك وراءه كمية هائلة من الملح، تُقدّر بحوالي مليون كيلومتر مكعب، موزعة على طبقة سمكها يتراوح بين كيلومتر وثلاثة كيلومترات.

تأثير الجفاف على الحياة البحرية:

في إطار هذه الدراسة، قام فريق من العلماء بجمع بيانات عن البحر الأبيض المتوسط على مدار فترة تتراوح بين 12 إلى 3.6 مليون سنة. أظهرت النتائج أن الجفاف أدى إلى انقراض الحياة البحرية المحلية بشكل فعلي. وعندما عادت المياه، تمت إعادة استعمار المنطقة بأنواع جديدة من الحيوانات البحرية — أغلبها من الأنواع الأطلسية — مما أدى إلى ظهور حيوانات البحر الأبيض المتوسط الحالية.

أهمية الاكتشافات:

هذا البحث يسلط الضوء على التغيرات البيئية الكبيرة التي مر بها البحر الأبيض المتوسط، ويعزز فهمنا للتنوع البيولوجي وتطور الأنواع البحرية في المنطقة. كما يفتح المجال لدراسات مستقبلية حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على البيئات البحرية.

تاريخ البحر الأبيض المتوسط مليء بالتغيرات الدراماتيكية، وجفافه القديم هو مجرد فصل ضمن قصة طويلة من التغيرات البيئية. هذه الاكتشافات تذكرنا بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.