التخطي إلى المحتوى الرئيسي
الانسانية · الربيعة · الرياض · السعودية · القصيم · الهاربون · بريطانيا · جدة · جدل · وفاة

ماهي قصة سليمان الربيعة (إيما): المأساة الإنسانية التي أثارت الجدل في السعودية

Avatar
بواسطة مدونة تنوع · نُشر:
آخر تحديث: · ليست هناك تعليقات

قبل سنة بالضبط وفي ابريل من عام 2023 غرد احد الاشخاص وقال:

"ابشركم، تم قبول لجوء (قاصر) في بريطانيا"

هذي القصة آلمتني وجاء ببالي الف سؤال، وش اللي يحد قاصر يعني طفل بأن يطلب لجوء بعيد عن بلده وفي بلد زي بريطانيا نعرف معاناة الناس فيه حيث ان اللاجئين مايعطونهم هناك اسبوعيا الا يمكن ١٠ او ٢٠ باوند ويعيشون حياة صعبة مما يضطر بعضهم وماودي اقول كثير الى انهم يبدون يحصلون على المال عن طريق الجنس والمخدرات.

طفل قاصر حرام يعيش هالمعاناة من اول عمره خاصةً لو كانت البدايل لحل مشكلته متاحة.

مرت الايام واعلن او اعلنت انها بنت، فصار الاسم ايما، وماهي الا سنة الا وجاءً امس خبر انتحار ايما بعد معاناة شديدة في بريطانيا

تكلم صديق ايما القديم اللي يعرف ايما من الرياض ومن الطفولة وقال:

"نظراً لكوني قريب من ايما اعرف انه ماكان بوعيه وكل اللي يسويه ردة فعل بسبب ضروف قاسية صارت في حياته وهو صغير واتمنى الدعوة لهب المغفرة"

اللي صار لاحقاً ان اسرة الربيعة وهم أسرته رفضوا استلام الجثة، ورفض الجميع المساعدة بحالة الدفن والتي حسب مافهمت إرادة هيما ان يكون دفن اسلامي، ونظرا لذلك جثة هيما بالثلاجة الى الان واذا لم يتم تجهيز التكاليف راح يتم حرق الجثة.


انا حزين لعدة اسباب :

- كيف تستغل الطفولة من بعض تجار الخارج ويخلون قاصر بلا شهادات ولا اي شي يطلع لجوء ويورطونه بحياته ويخلونه يمكن يلجئ لاسوء طريقةً لجني المال، ووش صار خلال هالسنة وكيف كان عايش وهل كان في امان او كان يتم استغلاله

- وين دور اهل القاصر، وليه القاصر نشأت بباله فكرة الهروب، ووش هي الظروف اللي يقول صديقه تعرف لها وهو طفل وهل كانت من داخل او برى البيت، وهل ابوه كان فعلا يستحق الابوه وكان ملجئ له من المعاناة او ان الاب هو المجرم اساساً، وكذلك الام

- ليه بعض الناس يهملون اطفالهم ولا يراعون نفسياتهم واحتياجاتهم ولا يعطونهم الاهتمام الكامل وحسن التربية ويهملونهم لين يوصلون لهالحال، للاسف بعض العوائل تؤدي باطفالها لكذا واسوء

- بعد كل هذا وبغض النظر عن اي بلاوي سواها هالقاصر ليه اهله ماياخذون شوية مسؤولية عن اهمالهم كل هالسنين ويتكفلون بدفن جثته

- وين اصحابه في بريطانيا اللي يقولون اللجوء زين وحرية وسعادة وفلوس ورى مايقطون ويكرمونه بدفن جثته

- كثير يروجون للاغتراب واللجوء انه شي زين بينما باحيان كثيرة هو  معاناة وانا شفت ناس من الفقر صاروا يستخدمون الحنس بمقابل المال ويمكن عشان كيس لحم او وجبة يقدمون اجسادهم هدية

- حرق كل الجسور ليس حلاً، فلو كنت او كنتي بلاكم الله بعايلة سيئة اطلبوا مساعدة بلاغات العنف الاستي ومساعدة الدولة، وان كان لابد وهاجرتوا لاتخسرون وطنكم وخلوا علاقتكم بوطنكم زينه فلو ضامتكم الدنيا مالكم الا هو.

- البعض لحل ازماته يتبع سلوك يعتبر من اعراض الصدمات واعراض التروما وهو سلوك مايسمى :

Avoidance وهو انه يهرب من كل سي بواقعه فيختار تغيير هويته واسلوب حياته واهله ووطنه واهتماماته وكل شي ، وهذا ليس حلا.

تبديل البيئة السامة مهم لحل المشكلة، لكن مهم يكون معه علاج كامل وتشافي لما في القلب وتصالح مع الذات وان يكون تبديل البيئة السلبية معلوم وواضح المعالم والاهداف، اما تبديل كل شي فهو سلوك هروب من الواقع لا يجدي نفعاً  

واخيرا اذكر قول الشاعر :

ترنو إليهُنَّ مبهوراً معلقةً

بهِنَّ روحك والاوجاع والاملُ

وكلما انطفئت منهن واحدةً

يشيح عنها طرفك وهو منهمِلُ

سبعون عاما وها أنت مُرتحِلٌ

ولست تدري لأيِّ الارضَ ترتحِلُ

يا نائي الدار كُلُ الارضَ موحِشةٌ

إن جئتها لاجئاً ضاقت بهِ الحيَّلُ


أخيراً هذا ما حدث،

طفل قاصر لم يجد الامان في كنف امه وابيه فتاهت روحه بحثاً عن الامان خلف المحيطات، وعندما ادرك انه لا وجود للامان ان فقدته من مصدره الاول قرر ان ينهي حياته.

كتبه: AboDantee

تعليقات 0

إرسال تعليق

Cancel