الترند الذي ولد من العدم: ضحكة سريعة في زمن الكآبة
تذكرون تلك الفترة، قبل الهالووين بشهر تقريباً؟ كان العالم يغلي، والأخبار ثقيلة، فجأة، ظهرت تلك العبارة الغامضة: "6-7". لا هي نكتة واضحة، ولا هي معادلة رياضية، مجرد رقمين متتاليين. لكن يا صديقي، تحولت هذه الرمزية البسيطة إلى موجة هستيرية غمرت كل منصات التواصل الاجتماعي. هل تساءلت يوماً لماذا؟
الأمر لا يتعلق بالرقمين بحد ذاتهما. في زمن أصبح فيه المحتوى الرقمي يمتص طاقتنا، كنا نبحث عن أي شيء يعيد شحن بطارياتنا. "6-7" كانت هذا الزر السحري.
لماذا يسيطر الغموض على انتباهنا؟
أنا، كمحرر رأيت الكثير من الترندات تأتي وتذهب، أؤكد لك أن أكثر ما يشتعل هو ما لا نفهمه تماماً. عقولنا مبرمجة لحل الألغاز. عندما ترى "6-7" تتكرر، يتساءل عقلك الباطن: ما الذي فاتني؟
- الرغبة في الانتماء: فهم "6-7" يعني أنك جزء من النكتة الداخلية للمجتمع الرقمي.
- الهروب اللحظي: كانت فرصة للضحك السريع دون الحاجة لقراءة مقال طويل أو مشاهدة فيديو معقد.
- التضخيم الفيروسي: كلما حاول شخص شرحه، زاد الغموض وازداد انتشاره.
من "تعفّن الدماغ" إلى الانتعاش الخفيف
الخبر الأصلي تحدث عن "تعفّن الدماغ"، وهي كناية قاسية عن الملل والركود الفكري الذي يصيبنا بسبب كثرة المعلومات السطحية. وفي خضم هذا الركود، جاء "6-7" كـ جرعة أوكسجين. لم يكن الأمر متعلقاً بالمعنى، بل بالآلية التي جعلتنا نضحك ونشارك دون تفكير مسبق.
هذا الترند البسيط يذكرنا بشيء مهم: نحن بشر، نحتاج إلى اللعب، نحتاج إلى لحظات سخيفة ومفاجئة تكسر الرتابة. "6-7" لم يكن مجرد ميم، كان صرخة خفيفة تقول: "لنأخذ الأمور ببساطة لدقيقة واحدة". وفعلناها، وضحكنا، ونسينا العالم لبرهة.
