هل يمكن تخيل يوم يغلق فيه باب المساعدة فجأة؟
دعونا نتحدث بصراحة، فخلف الأرقام والقرارات الرسمية، هناك قصص بشرية حقيقية تعتمد على وصول المساعدات يوماً بيوم. تخيل أنك تعتمد على وجبة تصلك اليوم، ثم يأتيك إشعار بأن الجهة التي توفرها قد عُلّقت تراخيصها. هذا ما يحدث الآن مع 37 منظمة إغاثة دولية تعمل في غزة والضفة الغربية المحتلة.
قواعد جديدة... وعواقب وخيمة
القرار الإسرائيلي بتعليق هذه التراخيص يضع شبكة الأمان الإنساني في المنطقة على المحك. إسرائيل تقول إنها تطبق قواعد تسجيل جديدة للمنظمات غير الحكومية الدولية (NGOs). لكن، ردود الفعل الدولية لم تكن إيجابية على الإطلاق. عشر دول سارعت لانتقاد هذه الخطوة بشدة.
لماذا يبدو الأمر 'تقييدياً'؟
المنظمات الدولية ترى أن القواعد الجديدة ليست مجرد تحديث إداري، بل هي عقبة شبه مستحيلة أمام العمل الإغاثي الضروري. الأمر أشبه بطلب تغيير رخصة القيادة كل أسبوعين أثناء قيادتك لسيارة إسعاف. الدول المنتقدة وصفت هذه القواعد بـ "التقييدية" و"غير المقبولة". هذا يعني أن هناك إجماعاً دولياً على أن هذه الإجراءات ستعيق وصول الدعم الطبي والغذائي والتعليمي الحاسم.
ما الذي يواجه المنظمات الآن؟
المعضلة ليست في الإجراء نفسه، بل في التوقيت والآثار المترتبة عليه. هذه المنظمات تعمل في بيئة معقدة بالفعل، وأي تعثر إداري يمكن أن يعني:
- توقف برامج دعم الأسر الأكثر احتياجاً.
- تأخير وصول الإمدادات الطبية الحساسة.
- تعقيد حركة الموظفين الميدانيين الذين يوصلون هذه المساعدات.
نحن نراقب عن كثب كيف ستتصرف هذه المنظمات الـ 37 في ظل هذا التشديد، وما هو الثمن الذي سيدفعه المحتاجون في الميدان نتيجة لهذا الجدل التنظيمي.
